تم النشر في : 2023-03-25


إسلام حمزة عم الرسول r وعمر بن الخطاب           L

حمزة t ابن عبدالمطب بن هاشم عم الرسول r، وأخوه من الرضاعة فقد أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، وأمه هالة بنت أهيب، ابنة عم أم الرسول r، وهو أسن من رسول الله r بسنتين([1]).

كان من خبر إسلام حمزة t أن أبا جهل اعترض رسول الله r عند الصفا، فآذاه وشتمه وقال فيه ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف له، فلم يكلمه رسول الله r، ومولاة لعبد الله بن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم، ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له([2])، وكان إذا فعل ذلك مرّ على نادي قريش، وأشدها شكيمة([3])، وكان يومئذ مشركا على دين قومه، فجاءته المولاة وقد قام رسول الله r ليرجع إلى بيته، فقالت له: يا أباعمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد من أبي الحكم آنفا وجده هاهنا، فآذاه وشتمه، وبلغ ما يكره، ثم انصرف عنه فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة، فجلس معهم ولم يكلم محمدا، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله من كرامته، فخرج سريعا لا يقف على أحد كما كان يصنع، يريد الطواف بالبيت متعمدا لأبي جهل أن يقع به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فأقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه على رأسه ضربة مملوءة، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقالوا: ما نراك يا حمزة إلا صبأت؟ فقال حمزة: وما يمنعني وقد استبان لي ذلك منه، أنا أشهد أنه رسول الله، وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا، فلما أسلم حمزة علمت قريش أن رسول الله r قد عزّ وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا يتناولونه وينالون منه، ثم رجع حمزة إلى بيته فأتاه الشيطان، فقال: أنت سيد قريش اتبعت هذا الصابئ وتركت دين آبائك، للموت خير لك مما صنعت، فأقبل على حمزة شُبه، فقال: ما صنعت؟ اللهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه في قلبي وإلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجا، فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان، حتى أصبح فغدا على رسول الله r فقال: ابن أخي، إني وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه، وأقامه مثلي على ما لا أدري ما هو أرشد هو أم غير شديد، فحدثني حديثا فقد استشهيت يا ابن أخي أن تحدثني، فأقبل رسول الله r فذكره ووعظه وخوفه وبشره، فألقى الله في نفسه الإيمان كما قال رسول الله r، فقال: أشهد إنك لصادق شهادة المصدق والمعارف، فأظهر يا ابن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما ألمعت الشمس، وإني على ديني الأول، قال: فكان حمزة ممن أعز الله به الدين([4]).

عن جابر بن عبدالله L عن النبي r قال: "سيِّدُ الشُّهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلبِ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمره ونهاه فقتله"([5])، واستشهد حمزة t في غزوة أحد([6]).

أما عمر بن الخطاب t، فهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، يجتمع نسبه مع الرسول r في كعب بن لؤي، وهو الجد الثامن له، وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهي ابنة عمّ كلاًّ من أم المؤمنين أم سلمة والصحابي خالد بن الوليد. كما تعتبر أمه ابنة عم أبي جهل، وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان يكنى بأبي حفص([7]).

كان اسلامه بعد اسلام حمزة بثلاثة أيام([8])، وقد ورد في إسلامه عن ابن عمر L أن رسول الله r قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"([9])، قال: فكان أحبهما إليه عمر، وعن عائشة J قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَاصَّةً"([10]).

وكان أول شعاع من نور الإيمان غزا قلبه يوم رأى نساء المسلمين من قريش وهن يتركن بلدهن ويرحلن إلى بلد بعيد بسبب مالقينه منه ومن أمثاله، فرق قلبه ولام ضميره.

فعن أم عبد الله بنت أبي حثمة([11])J  قالت: "والله إنا لنترحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجتنا إذ أقبل عمر فوقف وهو على شركه، فقالت: وكنا نلقى منه أذى لنا وشدة علينا، فقال: إنه للانطلاق يا أم عبد الله؟ قلت: نعم والله لنخرجن في أرض من أرض الله -إذ آذيتمونا وقهرتمونا- حتى يجعل الله لنا مخرجا، فقال: صحبكم الله. ورأيت له رقة لم أكن أراها ثم انصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا، قالت: فجاء عامر بحاجتنا تلك فقلت له: يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا، قال: أطمعت في إسلامه؟ قلت: نعم، قال: لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، قالت: يأسا منه لما كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام"([12]).

أما كيف أسلم فقد وردت روايات عدة لعل أقواها مارواه ابن إسحاق بسنده قال: قال عمر: كُنْت لِلإِسْلامِ مُبَاعِدًا، وَكُنْت صَاحِبَ خَمْرٍ فِي الْجَاهِلِيّةِ أُحِبّهَا وَأُسِرّ بِهَا، وَكَانَ لَنَا مَجْلِسٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِالْحَزْوَرَةِ([13]) عِنْدَ دُورَ آلِ عُمَر بْنِ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيّ، قَالَ فَخَرَجْت لَيْلَةً أُرِيدُ جُلَسَائِي أُولَئِكَ فِي مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ، فَجِئْتهمْ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مِنْهُمْ أَحَدًا. فَقُلْت: لَوْ أَنّي جِئْتُ فُلانًا الْخَمّارَ -وَكَانَ بِمَكّةَ يَبِيعُ الْخَمْرَ- لَعَلّي أَجِدُ عِنْدَهُ خَمْرًا فَأَشْرَبَ مِنْهَا. فَخَرَجْتُ فَجِئْته فَلَمْ أَجِدْهُ. فَقُلْت: فَلَوْ أَنّي جِئْتُ الْكَعْبَةَ فَطُفْت بِهَا سَبْعًا أَوْ سَبْعِينَ. فَجِئْتُ الْمَسْجِدَ أُرِيدُ أَنْ أَطُوّفَ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ r قَائِمٌ يُصَلّي، وَكَانَ إذَا صَلّى اسْتَقْبَلَ الشّامَ، وَجَعَلَ الْكَعْبَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشّامِ، وَكَانَ مُصَلاهُ بَيْنَ الرّكْنَيْنِ الرّكْنِ الأَسْوَدِ وَالرّكْنِ الْيَمَانِيّ. فَقُلْت حِينَ رَأَيْتُهُ: وَاَللّهِ لَوْ أَنّي اسْتَمَعْت لِمُحَمّدٍ اللّيْلَةَ حَتّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ. فَقُلْت: لَئِنْ دَنَوْتُ مِنْهُ أَسْتَمِعُ مِنْهُ لأُرَوّعَنّهُ فَجِئْت مِنْ قِبَلِ الْحِجْرِ، فَدَخَلْت تَحْتَ ثِيَابِهَا، فَجَعَلْتُ أَمْشِي رُوَيْدًا، وَرَسُولُ اللّهِ r قَائِمٌ يُصَلّي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَتّى قُمْت فِي قِبْلَتِهِ مُسْتَقْبِلَهُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إلا ثِيَابُ الْكَعْبَةِ. فَلَمّا سَمِعْتُ الْقُرْآنَ رَقّ لَهُ قَلْبِي، فَبَكَيْتُ وَدَخَلَنِي الإِسْلامُ فَلَمْ أَزَلْ قَائِمًا فِي مَكَانِي ذَلِكَ حَتّى قَضَى رَسُولُ اللّهِ r صَلاتَهُ ثُمّ انْصَرَفَ، وَكَانَ إذَا انْصَرَفَ خَرَجَ عَلَى دَارِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَكَانَتْ طَرِيقَهُ حَتّى يَجْزَعَ([14]) الْمَسْعَى، ثُمّ يَسْلُكُ بَيْنَ دَارِ عَبّاسِ بْنِ الْمُطّلِبِ، وَبَيْنَ دَارِ ابْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزّهْرِيّ، ثُمّ عَلَى دَارِ الأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ([15])، حَتّى يَدْخُلَ بَيْتَهُ. وَكَانَ مَسْكَنُهُ r فِي الدّارِ الرّقْطَاءِ([16]) الّتِي كَانَتْ بِيَدَيْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ عُمَرُ t: فَتَبِعْتُهُ حَتّى إذَا دَخَلَ بَيْنَ دَارِ عَبّاسٍ وَدَارِ ابنِ أَزْهَرَ أَدْرَكْتُهُ فَلَمّا سَمِعَ رَسُولُ اللّهِ r حِسّي عَرَفَنِي، فَظَنّ r أَنّي إنّمَا تَبِعْته لأُوذِيَهُ فَنَهَمَنِي([17])، ثُمّ قَالَ: مَا جَاءَ بِك يَاابْنَ الْخَطّابِ هَذِهِ السّاعَةَ؟ قُلْت: جِئْت لأُومِنَ بِاَللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ قَالَ فَحَمِدَ اللّهَ رَسُولُ اللّهِ r ثُمّ قَالَ: قَدْ هَدَاك اللّهُ يَا عُمَرُ، ثُمّ مَسَحَ صَدْرِي، وَدَعَا لِي بِالثّبَاتِ ثُمّ انْصَرَفْتُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ r وَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ r بَيْتَهُ"([18]).

ولقد كان إسلام عمر نصرا للإسلام والمسلمين في مكة، فقد ورد في الصحيح عن عبدالله بن مسعود t قال: "مازلنا أعزة منذ أسلم عمر"([19])، قال ابْنِ عُمَرَ: لَمّا أَسْلَمَ أَبِي عُمَرُ قَالَ أَيّ قُرَيْشٍ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقِيلَ لَهُ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيّ([20]). قَالَ فَغَدَا عَلَيْهِ. قَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ: فَغَدَوْت أَتْبَعُ أَثَرَهُ وَأَنْظُرُ مَا يَفْعَلُ وَأَنَا غُلامٌ أَعْقِلُ كُلّ مَا رَأَيْتُ حَتّى جَاءَهُ فَقَالَ لَهُ: أَعَلِمْتَ يَا جَمِيلُ أَنّي قَدْ أَسْلَمْت، وَدَخَلْت فِي دِينِ مُحَمّدٍ؟ قَالَ: فَوَاَللّهِ مَا رَاجَعَهُ حَتّى قَامَ يَجُرّ رِدَاءَهُ وَاتّبَعَهُ عُمَرُ وَاتّبَعْت أَبِي، حَتّى إذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، -وَهُمْ فِي أَنْدِيَتِهِمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ-، أَلا إنّ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ قَدْ صَبَأَ. ويَقُولُ عُمَرُ مِنْ خَلْفِهِ: كَذَبَ وَلَكِنّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ أَنْ لا إلَهَ إلا اللّهُ وَأَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَثَارُوا إلَيْهِ فَمَا بَرِحَ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ حَتّى قَامَتْ الشّمْسُ عَلَى رُءُوسِهِمْ. وَطَلِحَ([21]) فَقَعَدَ وَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ فَأَحْلِفُ بِاَللّهِ أَنْ لَوْ قَدْ كُنّا ثَلاثَ مِئَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَلَيْهِ حُلّةٌ حِبْرَةٌ وَقَمِيصٌ مُوَشّى([22])، حَتّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: صَبَا عُمَرُ، فَقَالَ: فَمَهْ رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَمْرًا فَمَاذَا تُرِيدُونَ؟ أَتَرَوْنَ بَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبٍ يُسْلِمُونَ لَكُمْ صَاحِبَهُمْ هَكَذَا خَلّوا عَنْ الرّجُلِ. فَوَاَللّهِ لَكَأَنّمَا كَانُوا ثَوْبًا كُشِطَ عَنْهُ([23]). فَقُلْت لأَبِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ: يَا أَبَتْ مَنْ الرّجُلُ الّذِي زَجَرَ الْقَوْمَ عَنْك بِمَكّةَ يَوْمَ أَسْلَمْت، وَهُمْ يُقَاتِلُونَك؟ فَقَالَ: ذَاكَ أَيْ بُنَيّ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ السّهْمِيّ([24]).

وقـد حاولت قريش قتل عمر بعد إسـلامه، فبقي خـائفا في بيته، فجـاءه العاص بن وائل السـهمي -وكان بنو سهم حلفاء بني عدي في الجاهلية- فَقَالَ لَهُ: مَا بَالُكَ؟ قَالَ: زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونِي إِنْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْكَ، فأمن عمر على نفسه بعد أن قالها، وخَرَجَ الْعَاصِ فَلَقِيَ النَّاسَ وقَدْ سَالَ بِهِمْ الْوَادِي فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَقَالُوا: نُرِيدُ هَذَا ابْنَ الْخَطَّابِ الَّذِي صَبَا، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ، فرجع النَّاسُ([25]).

أما قصة إسلام عمر بن الخطاب t المشهورة على يد أخته، فقد وردت روايات متعددة باختلافات يسيرة:

فقد وردت رواية عن أنس بن مالك t وفي سندها القاسم بن عثمان البصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الذهبي: قال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها .. قلت (الذهبي): حدث بقصة إسلام عمر، وهي منكرة جداً. اهـ([26])، وعليه فالحديث لا يصح لأن مداره على القاسم وقد عرفنا حاله. ورواها ابن إسحاق في السيرة بلاغاً وبلاغاته لا شيء.

كما وردت رواية عن أسلم مولى عمر من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني عن أسامة بن زيد بن أسلم .. والحنيني ضعيف جدا، قال المزي: "قال أبو حاتم: رأيت أحمد بن صالح لا يرضاه، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو الفتح الأزدي: أخطأ في الحديث، وقال أبو أحمد بن عدي: ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه"([27])، وقال الحاكم: في حديثه بعض المناكير، وقال البزار: كف بصره فاضطرب حديثه، وقال ابن حجر: ضعيف([28])، وأسامة بن زيد بن أسلم قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه : منكر الحديث ضعيف، والجمهور على تضعيفه([29])، وقال ابن حجر: ضعيف من قبل حفظه([30])، فالرواية ضعيفة.

ورواية ثالثة عن ثوبان، وفيها يزيد بن ربيعة قال البخاري: أحاديثه مناكير ، وقال أبو حاتم وغيره ضعيف، وقال النسائي متروك([31])، وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به وبقية رجاله ثقات([32]). فالرواية ضعيفة .

وروية عن ابن عباس –رضي الله عنهما- وقد ضعفها الذهبي([33]).

وهذه الروايات تخالف ما ورد في البخاري بأن عمر بن الخطاب t كان يعذب سعيد بن زيد وزوجه على إسلامهما([34]).



([1]) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر: 2/105.

([2]) القنص: الصيد.

([3]) الشكيمة: قوة القلب.

([4]) المستدرك على الصحيحين، الحاكم: 3/192-193، ورواه الطبراني من طريقين آخرين في المعجم الكبير: 3/140، وقال الهيثمي عن رواية الطبراني الأولى: مرسل صحيح، والثانية: رجالها ثقات وهو مرسل (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: 9/267)، السيرة النبوية، ابن هشام: 1/205، دلائل النبوة، البيهقي: 2/154 وقال محققه إسناد حسن.

([5]) الألباني: السلسلة الصحيحة: ح374.

([6]) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر: 2/106.

([7]) قيل أن الذي كناه بذلك الرسول r، وكل الروايات التي وردت في ذلك ضعيفة (انظر دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب t وسياسته الإدارية، عبدالسلام آل عيسى: 1/75-78).

([8]) أبونعيم، دلائل النبوة: 1/315

([9]) سنن الترمذي: 5/617، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، صحيح سنن الترمذي للألباني: 3/204، صحيح السيرة النبوية للألباني: 193

([10]) سنن ابن ماجة: 1/39، صحيح سنن ابن ماجة للألباني: 1/24، وصححه بدون كلمة (خاصة).

([11]) هي لَيْلَى بنتُ أَبِي حَثْمَةَ بن حُذَيْفَةَ بن غَانِمِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُبَيْدِ ب ن عُوَيْجِ بن عَدِيِّ بن كَعْبِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بن رَبِيعَةَ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وزوجها عامر بن ربيعة، أسلمت قديما مع زوجها قبل أن يدخل الرسول r دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وهي من أوائل من هاجر إلى المدينة، ويقال أنها أول ظعينة قدمت المدينة مع زوجها.

([12]) السيرة النبوية لابن هشام: 1/239، دلائل النبوة للبيهقي: 2/221، صحيحة السيرة النبوية للألباني: 189.

([13]) سوق مكة ودخلت في الحرم

([14]) جَزَعَ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ

([15]) ابن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو ثعلبة حليف بني زهرة اسمه أبي وإنما لقب الاخنس لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير فقيل: خنس الأخنس ببني زهرة فسمي بذلك ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة وشهد حنينا ومات في أول خلافة عمر (الإصابة لابن حجر).

([16]) وهو لون فيه سواد وبياض، وهي دار خديجة J وكانت تقع في زقاق الحجر٬ أو زقاق العطارين في شارع الصاغة بسوق الليل في مكة المكرم، وقد أدخلت الدار في توسعة الحرم المكي، أما دره التي ولد فيها فكانت في منطقة الغزة التي دخلت ضمن المسجد الحرام الآن.

([17]) زجره وتوعده

([18]) ابن هشام، السيرة النبوية: 2/241-242. قال ابن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي نجيح المكي (ثقة ربما دلس) عن أصحابه عطاء (هو ابن أبي رباح، ثقة فاضل، كثير الإرسال)، ومجاهد (هو ابن جبر المخزومي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم) أو عمن روى عنه ذلك، هذا السند الذي ذكره ابن إسحاق فيه ثلاثة علل: الأولى: المبهمين من أصحاب ابن أبي نجيح. الثانية: تدليس ابن أبي نجيح، فقد عنعنه. الثالثة: أنه مرسل عن عطاء ومجاهد والمرسل ضعيف، أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة: 1/283، وقال محققه: سنده ضعيف، المحب الطبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة: 2/279-280.

([19]) صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب t (فتح الباري: 7/59).

([20]) أسلم جميل وشهد حنينا، وشهد فتح مصر ومات في أيام عمر I وحزن عليه حزناً شديداً وأظنه لما مات قارب المائة. (الإصابة لابن حجر).

([21]) طلح: أعيا وتعب

([22]) التَّحْبِير التَّزْيِين وَالتَّحْسِين، اَلْمُوشَى اَلْمُخَطَّط بِأَلْوَانٍ شَتَّى.

([23]) كشط: نزع وقلع.

([24]) ابن هشام، السيرة النبوية: 2/242-243، الألباني، صحيح السيرة النبوية: 191-192

([25]) صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب إسلام عمر: 7/250 ح3864

([26]) الثقات: 5/307، العقيلي (3/480)، ميزان الاعتدال: 3/375.

([27]) تهذيب الكمال: 2/397.

([28]) تقريب التهذيب:ت337.

([29]) تهذيب الكمال: 2/334-335.

([30]) تقريب التهذيب:ت315.

([31]) الذهبي: ميزان الاعتدال 4/422.

([32]) مجمع الزوائد 9/56.

([33]) تاريخ الإسلام: 1/179.

([34]) صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار باب إسلام سعيد بن زيد t، وكتاب الإكراه باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (فتح الباري: 7/249، 12/443).